كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولكن فيه نظر من جهة أَنَّ النَّقل يتعيّن كونُه ممَّا أَلْ فيه للغلبة: لأَنَّ الِلاَه من أَسماءِ الأَجناس.
فإِن قيل: المحكىُّ عن الخليل- كما ذكر الثَّعلبىّ- أَن غيره تعالى يطلق عليه إِله منكَّرا ومضافًا؛ كقوله تعالى: {اجْعَلْ لَّنَا الهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة} قيل: المراد من هذه أَنَّه صار بالغلبة مختصًّا به تعالى.
وقد أَوضح هذا الزمخشري فقال: والإِلاه من أَسماءِ الأَجناسِ؛ كالرّجل: يقع على كلّ معبود بحقّ أَو باطل، ثم غلب على المعبود بالحقِّ.
وأَمّا الله فمختصّ بالمعبود بالحقّ لم يطلق على غيره. انتهى.
وما اختاره القاضي أَبو بكر بن العربي والسّهيلى: من أَنَّ أَلْ في الله من نَفْس الكلمة إِذا أُخِذ بظاهره ضعيف؛ إِذ وزنه على هذا فَعَّال، فلا مانع من تنوينه حينئذ.
وقال شيخى سراج الدّين رحِمه الله في الكَشْف: حُذِفت الهمزة من الإِلاه حَذْفًا ابتدائِيًّا من غير قياس.
والدّليل عليه لزوم الإِدغام، وقولُهم: لاهِ أَبوك.
وقيل: الحذف على قياس التخفيف بنقل حركة الهمزة إِلى اللاَّم، ثمّ حذفِها: كما تقدّم؛ لكن لزوم الحذف والتعويض بحرف التعريف مع وجوب الإِدغام مِن خواصّ هذا الاسم؛ ولكونه أَعرف المعارف لا يمكن في مدلوله الشركةُ بوجه فيستغنى عن التعريف اللاَّمى جعلت لمحض التَّعويض، لتأكيد الاختصاص.
وجَوّزوا نداءَه مع اللاَّم العِوضيّة وأَنَّها بمنزلة الهمزة المحذوفة.
ولم يجوّزوا في مثل يا الذي والصّعِق لعدم إِجرائها مُجْرى الأَصليّة، وإن كانت أَلْ فيها جُزْءًا مضمحِلًا عنها معنى التعريف، لأَن رعاية الأَصل واجبة ما لم يعارضه موجِب؛ كالتَّعويض فيما نحن فيه.
وأَمّا قطع الهمزة عند القائل بأَنَّ المجموع حرف التعريف، وخُفِّفَتْ وَصْلًا للكثرة فظاهر؛ لأَنَّ ذلك في لام التعريف، وهذا لا يستمرّ به التخفيف.
وعن القائل بأَنَّ اللاَّم وحدها له فلإِنَّه يقول: لمّا كانت اللاَّمُ السّاكنة بدلًا عن حرف وحركتها، كان للهمزة المجتلَبة للنطق بالسّاكنة المعاقِبة للحركة مَدْخَل في التَّعويض، فلذلك قُطع.
والاختصاصُ بحال النِّداءِ في القولين لأَنَّ التّعويض متحقِّق من كل وجه، للاستغناءِ بالتَّعريف الندائى لوفُرض تعريف مّا باللاَّم.
ولوحظ باعتبار الأَصل.
وأَيضًا لمّا خولف الأَصلُ في تجويز الجمع بينهما قطع الهمزة للإِشعار من أَوّل الأَمر بمخالفة هذه اللاَّم لام التَّعريف.
ولهذا لم يقطع في غيره، أَما قول الشَّاعر:
من اجلكِ يا التي تَيَّمت قلبى ** وأَنتِ بخيلة بالوصل عنى

فشاذ.
وأَطبقوا على أَنَّ اللاَّم في الله لا تفَخَّم بعد كسرة بسم الله، والحمد لله؛ لأَنَّ الكسرة توجب السُّفل، واللاَّم المفخَّمة حرف صاعد، والانتقال من السُّفْل إِلى التصعّد ثقيل.
وأَطبقوا على التفخيم في غير ذلك.
وقال الزنجانى في تفسيره: تفخيم اللاَّم فيما انفتح ما قبله أَو انضمّ سُنَّة.
وقيل: مطلقًا.
وأَبو حنيفة رحمه الله على الترقيق.
وقول الثعلبىّ: غلَّظ بعضُ القرّاءِ اللام حتى طبقوا اللِّسان بالحَنَك، لعلَّه يريد به التغليظ على الوجه المذكور.
وإِنَّما فخَّموا فيه؛ تعظيمًا وتفرقةً بينه وبين اللاَّت.
وقَوْل الإِمام فخر الدّين: اختُلِف هل اللاَّمُ المغلَّظة من اللغات الفصيحة أَم لا، لا يظهر له أَثر هاهنا؛ لإِطباق العرب على التَّغليظ؛ كما قدّمناه.
وكتبوا الله بلامين، والَّذى والَّتى بواحدة، قيل: تفرقةً بين المعرب والمبني.
ويُشكِل بأَنَّهم قالوا الأَجود كَتْب اللَّيل واللَّيلة بلام واحدة.
وقيل: لئلا يلتبس بلفظ إِله خطًّا.
وحذفوا الأَلِف الأَخيرة خَطًّا؛ لئلا يشكل باللاه اسمَ فاعل من لها يَلْهُو، وقيل تحذف الأَلف تخفيفًا.
وقيل: هي لغة في الممدودة- وممّن حكاه أَبو القاسم الزّجاجىّ- فاستُعملت خَطًّا.
ومنها قول الشاعر:
أَقبل سيل جاءَ من عندِ الله ** يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغلَّهْ

وقوله:
أَلا لا بارك الله في سهيل

والمشهور أَنَّه من باب الضرورة.
وقول الزمخشري: ومن هذا الاسم اشتقَّ تأَلَّه واستَأْله، غيرُ سديد؛ لأَنَّ لفظ الإِلاه مشتق، وله أَصل عند الزمخشري، وعلى زعمه، فكيف يكون الأَفعال المجرّدة والمزيدة مشتقَّة منه، بل يكون الأَفعال مشتقَّة من المصادر، كما هو رأى البصريّين، وبالعكس كما هو رأْى الكوفيّين.
وأَمّا كون الأَفعال مشتقَّة من الأَسماءِ المشتقة فلم يذهب إِليه ذاهب.
والتشبيه باستَنْوق واستحجر أَيضًا محلّ نظر، وذلك أَنَّ النَّاقة والحجر ليسا من المشتقَّات التي يمكن أَخذ الأَفعال من أُصولها بخلاف الإِلآه.
ولهذا الاسم خصائص كثيرة:
1- أَنَّه يقوم مقامَ جملةِ أَسماءِ الحقّ تعالى وصفاته.
2- أَنَّ جملة الأَسماءِ في المعنى راجعة إِليه.
3- تغليظ لامه كما سبق.
4- الابتداء به في جميع الأُمور بمثل قولك: بسم الله.
5- ختم المناشير والتواقيع في قولك: حسبى الله.
6- ختم الأُمور والأَحوال به: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ}.
7- تعليق توحيد الحَقّ تعالى به في قول لا إِله إِلا الله.
8- تأكيد رسالة الرّسول به في قولك: محمّد رسول الله.
9- تزيين حَجّ الحُجّاج به في قولهم: لبّيك اللهم لبّيك.
10- انتظام غزو الغُزاة به في قولك: الله أَكبر الله أَكبر.
11- افتتاح الصّلاة واختتامها به في قولك:
الله أَكبر، وآخرًا: ورحمة الله.
12- به يُفتتح دعاء الدّاعين: اللَّهم اغفر، اللَّهمّ ارحم.
13- لا ينتقِص معناه بنقص حروفه.
ولا شيء من الأَسماءِ يتكرّر في القرآن المجيد وفى جميع الكتب تكرّرَه.
أَمّا في نصّ القرآن فمذكور في أَلفين وخمسمائة وبضع وستِّين موضعًا.
وأَكثر الأَسماء.
والصفات، والأَفعال الإِلهية، وأَحوال الخَلْق مرتبطة به.
1- الأَحَديّة: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد}.
2- الصّمدية: {اللهُ الصَّمَدُ}.
3- القُدْرة: {واللهُ قَدِير}.
4- العِزَّة: {والله عزيز}.
5- الغنى: {الله الغنىّ}.
6- اللَّطيف: {اللهُ لَطِيف}.
7- الرّبوبيّة: {اللهُ رَبُّكُم}.
8- علم الأَسرار: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ}.
9- الاطلاع على الفساد والصّلاح: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}.
10- الوقوف على الأَعمال والأَحوال: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.
11- الحمد والثناءُ: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}.
12- التسبيح والتقديس: {سُبْحَان اللهِ}.
13- الفَضْل: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ}.
14- الغَلَبة على الأَعداءِ: {وَاللَّهُ غَالِب عَلَى أَمْرِهِ}.
15- قهر الجَبّارين: {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.
16- ابتداءُ الخَلْق: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ}.
17- تخصيص ذكر السّماءِ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ}.
18- تخصيص ذكر الأَرض: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا}.
19- تسخير الله البحر: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ}.
20- المِنَّة على الخَلْق بالرّياح: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}.
21- المطر والثلج والبَرَد: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.
22- رزق العباد: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}.
23- هداية الموحّدين: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُواْ}.
24- المِنَّة علينا بالهداية إِلى الإيمان: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ}.
25- المِنَّة على المؤمنين بسيّد المرسلين: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا}.
26- حفظ العباد من الآفات: {فَاللَّهُ خَيْر حَافِظًا}.
27- نصْرة الغُزَاة: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ}.
28- كفاية أَمر العباد: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
29- المِنَّة بجميع النِّعم: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}.
30- الأَمر بالشكر وذكر النعمة: {وَاشْكُرُواْ للَّهِ} {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ}.
31- الأَمر بدوام الذكر: {اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}.
32- تحبيب الإِيمان إِلى المؤمنين: {وَلَاكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ}.
33- اتِّصال التّراب من قبضة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم إِلى أَعين الكفار: {وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.
34- وضع تاج الاجتباءِ على رءُوس الأَنبياءِ: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ}.
35- تسليط الرّسل على الأَعداءِ: {وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ}.
36- التأليف بين قلوب العارفين: {وَلَاكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}.
37- ذكر الشَّهادة: {شَهِدَ اللَّهُ} {لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ}.
38- قتل المتمرّدين: {وَلَاكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}.
39- شَرْح صدر المسلمين: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}.
40- الدّعوة إِلى دار السّلام: {وَاللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}.
41- الدّعوة إِلى الجنَّة: {وَاللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى الْجَنَّةِ}.
42- إِضافة المُلْك: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}.
43- الإِنجاء من الهلكة: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا}.
44- الإِشراف على علم الغيب: {لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاواتِ والأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}.
45- خزائن النعمة في عالم الحكمة: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ}.
46- كمال السّمع: {إِنَّ الله سميع}.
47- كمال البصر: {واللهُ بَصِير بما يَعْمَلُونَ}.
48- ذكر الرّحمة: {لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}.
49- ذكر المغفرة: {وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ}.
50- إِنزال القرآن: {اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}.
51- اصطفاء الرّسل السّماويَّة: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلًا}.
52- اصطفاء آدم ونوح: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا}.
53- عِصْمة خاتَم الأَنبياءِ: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
54- بسط الرّزق: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ}.
55- الجمع بين القبض والبسط: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ}.
56- خلق الإِنسان من عين الضعف: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ}.
57- خلق المخلوقات: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}.
58- الأَمر بالتَّوحيد والإِيمان: {آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
59- اللُّطف بالعباد: {اللَّهُ لَطِيف بِعِبَادِهِ}.
60- الأَمر بالخدمة والطاعة: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ} {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
61- الأَمر بالتَّقوى: {يا أَيُّها الَّذين آمَنوا اتَّقوا اللهَ}.
62- الأَمر بعبادة المعبود: {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ}.
63- الأَمر بالتوكُّل: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ}.
64- الأَمر بالاستغفار: {وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ}.
65- الأَمر بالفرار إِلى حضرة الْمَوْلَى: {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ}.
66- الأَمر بالجهاد: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ}.
67- الأَمر بالوفاءِ: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ}.
68- الإِخلاص في الدّين: {وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ}.